إذا كانَ الواحدُ منَّا يُمضي سحابةَ يومِهِ وشَطراً كبيراً من ليلهِ في طلبِ المال وتحصيلِ الدُّنيا ويعود إلى بيته بعدَ فحمةِ العشاء الآخرة خائرَ القُوى ليطْعَم ثم ينام
فمتى ندعو إلى الله ومتى نعمل لنشر كلمةِ الله وتعليمِ شريعته للنَّاس ؟!!!
ثمَّ لماذا لا يكتفي طلابُ العلم والدُّعاة إلى الله بالكفاية من العيش ثمَّ يُنفقون أوقاتهم وأعمارهم في الدَّعوة إلى الله ؟!!! هل يكون طلبُ الدِّرهم والدِّينار واللَّيرة والدُّولار أحبَّ إلينا من اللهِ ورسولهِ والعملِ للإسلام ؟!!!
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُم ْوَأَزْوَاجُكُم ْوَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾
ولو أنَّ أسلافنا من العلماءِ والدُّعاةِ إلى الله نافسوا أهل الدَّنيا في دنياهم وبحثوا عن فضولِ المال ورغدِ العيشِ ما قامتْ لهذه الشَّريعةِ قائمةٌ ولا رفعوا بهذا الدِّين رأسَاً
فصاحبُ العشرِ يبغي عشرَهُ مئةً
وصاحبُ الألفِ يبغي الألفَّ مليونا
إنَّ الإسلامَ يحتاجُ رجالاً يَبذُلون له الأعمارَ والأوقاتَ والقلوبَ والمهج لا من يَجعلون له فضولَ الأوقاتِ ثم يَنشدون له عزَّةً ونصراً ..
فمنْ جعلَ الأكوانَ همَّاً فإنَّنا
جعلناهمُ في آونةٍ همَّا
(الشيخ أنس الصَّالح حفظه الله)