من دقة علماء الحديث

ميز علماء الحديث بين الراوي الذي يروي من حفظه و يعتمد على ذاكرته و بين الراوي الذي يعتمد على كتابه و يحدث منه ..

فاشترطوا شروط معينة في الراوي الذي يعتمد على كتابه في الرواية .. أهم هذه الشروط أن يكون حافظاً لكتابه من الآفات الطبيعية .. و كذا لا يعيره لغيره و لا يخرجه من مكانه إلا لمجلس العلم و الدرس و أن لا يبتلى بوراق يفسد عليه كتابه أو ابن عاق أو صديق سوء يدخل في كتابه ما ليس من حديثه فيسقط الاحتجاج بحديثه ، و قد ذكر الحافظ بن حبان ذلك في كتابه المجروحين في ذكر أنواع جرح الضعفاء فقال :

(( النوع الرابع عشر قال أبو حاتم : ومنهم من امتحن بابن سوء أو وراق سوء كانوا يضعون له الحديث ، وقد أمن الشيخ ناصيتهم ، فكانوا يقرأون عليه ، ويقولون له : هذا من حديثك فيحدث به ، فالشيخ في نفسه ثقة إلا أنه لا يجوز الاحتجاج بأخباره ، ولا الرواية عنه ، لما خالط أخباره الصحيحة الأحاديث الموضوعة.

وجماعة من أهل المدينة امتحنوا : حبيب بن أبي حبيب الوراق ، كان يدخل عليهم الحديث ، فمن سمع بقراءته عليهم فسماعه لا شيء ، وكذلك كان عبد الله بن ربيعة القدامى بالمصيصة كان له ابن سوء يدخل عليه الحديث عن مالك ، وإبراهيم بن سعد وذويهم ، وكان منهم سفيان بن وكيع بن الجراح وكان له وراق له قرطمة يدخل عليه الحديث في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم ))

ما أريد قوله أن وجود شروط كهذه يثبت أن المحدثين بلغوا من الدقة في تحري الأخبار حداً لا يضاهيه أي منهج آخر غير إسلامي ، فعلماء السنة وضعوا ضوابط نستطيع من خلالها تحديد من تقبل روايته سواء كان يحدث من حفظه فذكروا شروط لذلك أو من كان يحدث من كتبه فذكروا شروط لذلك و الكثير منهم فضل الذي يحدث من ذاكرته و اعتبروه أكثر ضبطاً ..

رحم الله علماء السنة الكرام و جزاهم عنا خير الجزاء فلم يتركوا شاردة و لا واردة إلا و فصلوا فيها و ناقشوها ..

#omran_abo_shaar

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.