مناظرة بَين الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإسفرايني وَالْقَاضِي عبد الْجَبَّار المعتزلي

قَالَ عبد الْجَبَّار فِي ابْتِدَاء جُلُوسه للمناظرة: سُبْحَانَ من تنزَّهَ عَن الْفَحْشَاء. فَقَالَ الْأُسْتَاذ مجيبا: سُبْحَانَ من لَا يَقع فِي مُلكِهِ إِلَّا مَا يَشَاء. فَقَالَ عبد الْجَبَّار: أفَيَشَاءُ رَبُّنَا أَن يُعْصى؟ فَقَالَ الْأُسْتَاذ: أيُعصى رَبُّنَا قهراً فَقَالَ عبد الْجَبَّار: أَفَرَأَيْت إِن مَنَعَنِي الْهدى وَقضى عَليّ بالردى أحسن إِلَيّ أم أسا؟ فَقَالَ الْأُسْتَاذ: إِن كَانَ مَنعك مَا هُوَ لَك فقد أسا، وَإِن مَنعك مَا هُوَ لَهُ فَيخْتَص برحمته من يشا. فَانْقَطع عبد الْجَبَّار.

السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ٤/ ٦٢١-٦٢٦.

قال ابن حجر:

وَيُقَالُ: إِنَّ بَعْضَ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ أُحْضِرَ لِلْمُنَاظَرَةِ مَعَ بَعْضِ أَئِمَّةِ الْمُعْتَزِلَةِ. فَلَمَّا جَلَسَ الْمُعْتَزِلِيُّ قَالَ: سُبْحَانَ مَنْ تَنَزَّهَ عَنِ الْفَحْشَاءِ. فَقَالَ السُّنِّيُّ: سُبْحَانَ مَنْ لَا يَقَعُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا يَشَاءُ. فَقَالَ الْمُعْتَزِلِيُّ: أَيَشَاءُ رَبُّنَا أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ السُّنِّيُّ: أَفَيُعْصَى رَبُّنَا قَهْرًا؟ فَقَالَ الْمُعْتَزِلِيُّ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَنِي الْهُدَى وَقَضَى عَلَيَّ بِالرَّدَى أَحْسَنَ إِلَيَّ أَوْ أَسَاءَ؟ فَقَالَ السُّنِّيُّ: إِنْ كَانَ مَنَعَكَ مَا هُوَ لَكَ فَقَدْ أَسَاءَ وَإِنْ كَانَ مَنَعَكَ مَا هُوَ لَهُ فَإِنَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ. فَانْقَطَعَ

فتح الباري لابن حجر، ١٣/ ٤٥١.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.