زعم الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله أن قراءة سورة يس على أمر عسير بنية التيسير من المبالغة ومما يرسخ التواكل في الأمة، وقال إن قراءة سورة من السور لو كانت تحل كل المشاكل، لترك الناس العمل، واكتفوا بقراءتها! وذلك بناء على تضعيف الأحاديث في فضل سورة يس.
ولا يخفى ما في مثل هذا الكلام من البطلان لأنه قد يقال أيضا في حق الأحاديث الصحيحة. ولو فتح هذا الباب لضاعت أحاديث الفضائل وإن كانت صحيحة لأنها قد تفضي إلى ما تفضي الأحاديث الضعيفة سواء بسواء.
مثال ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) [ رواه البخاري ]
هل يقال في مثل هذا الحديث الصحيح: إنه “مما يرسخ التواكل في الأمة، ولو كانت قراءة سورة من السور تحل كل المشاكل، لترك الناس العمل، واكتفوا بقراءتها!”
ولربما قال قائل: إن حديث ( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) [ رواه مسلم ] مما يرسخ الكسل في الأمة ويضعف الهمة في ختم القرآن.
ولا سيما قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589 ]
يا لها من أجر عظيم!
هل يقال أيضا في هذا الحديث ما قد قيل في حديث يس.
نعوذ بالله من سوء التفهم.