الفرق بين إيمان أهل السّنة الأشاعرة وإيمان أدعياء السلفية

بقلم: الأستاذ نزار حمادي حفظه الله

اعلم أن البنيان العقدي لأدعياء السلفية ينطبق عليه قوله تعالى: (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ)[التوبة:110] والمثال الجليُّ على ذلك أن ابن عثيمين مثلا عندما تكلم على نسبة الحركة لله تعالى قال: ((المجيء، واﻻستواء، والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله، فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص وﻻزمها، وإن كانت هذه النصوص ﻻ تستلزم الحركة لله تعالى لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص، وليس لنا أيضا أن ننفيها عنه)) انظر مجموع الفتاوى.

فانظر إلى هذا التذبذب والتردد والتشكك في أصل عظيم من أصول عقائد الدين فإن المسألة من قواعد الإلهيات.

أما أهل السنة والجماعة الأشاعرة فلا يترددون في مثل هذه القضايا العظيمة، فالحركة منفية عن الله تعالى عندهم بالقطع واليقين المستندان إلى الأدلة القطعية العقلية والنصوص الشرعية المؤيدة بها، من ذلك قول الإمام الجليل المحدِّث أبي سليمان الخطابي: ((والله تعالى لا يوصف بالحركة، لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد، وانما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون وكلاهما من أعراض الحدث وأوصاف المخلوقين، والله تبارك وتعالى متعالي عنهما « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ » [سورة الشورى])) ومن ذلك قول الحافظ الجليل أبي بكر البيهقي: ((والمجيء والنزول صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال الى حال)) وكلام الأئمة في هذا لا يحصى كثرة.

فلا حجة بعد هذا البيان والوضوح في تقليد ابن عثيمين وأمثاله من أهل الشك والريبة والتذبذب في العقائد مع مخالفتهم لجمهور أهل العلم من المحدّثين الفقهاء العلماء الذين هم أكثر أهل السنة بالغالبية المطلقة، ومخافتهم أيضا للأدلة العقلية التي تنبني عليها العقائد الإيمانية، فإن كلّ متحرك حادث قطعا.

فكما تبين للمغترين بأدعياء السلفية خطؤهم في تقليدهم في الأمور الفقهية وترك المذاهب المعتبرة، كذلك سيتبين لهم خطؤهم في تقليدهم في العقائد، بل الخطر في تقليدهم في العقائد أعظم بكثير من الخطأ في تقليدهم في الفروع الفقهية.

الإعلان