عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف

قال ابن المرزبان:

وحدثنا عبد الله بن محمد المروزي قال: حدثنا علي بن عاصم قال: أنبأنا حصين بن عبد الرحمن قال:

بلغني أن فتى من هل المدينة كان يشهد الصلاة كلها مع عمر بن الخطاب وكان يتفقده إذا غاب.

قال: فعشقته امرأة من أهل المدينة فذكرت ذلك لبعض نسائها فقالت لها: ألا أحتال لك في إدخاله عليك؟

قالت: بلى.

فقعدت له في الطريق فلما مر عليها قالت له: أنا امرأة كبيرة السن ولي شاة ولست أستطيع أن أحلبها فلو تنويت الثواب ودخلت محلبتها لي.

فدخل فلم ير شاة.

فقالت: ادخل البيت حتى آتيك بها.

فدخل فإذا امرأة وراء الباب فأغلقت عليه
الباب.

فلما رأى ذلك عمد إلى محراب في البيت فقعد فيه فأرادته على نفسه فأبى وقال: اتق الله أيتها المرأة.

فجعلت لا تكف عنه ولا تلتفت إلى قوله.

فلما أبى عليها صاحت، فجاؤوا فدخلوا عليها وقالت: إن هذا دخل علي يريدني على نفسي فوثبوا عليه وجعلوا يضربونه وأوثقوه.

فلما صلى عمر الغداة فقده فبينا هو كذلك إذ جاؤوا به في وثاق فلما رآه عمر قال: اللهم لا تخلف ظني فيه.

قال: مالكم؟

قالوا: استغاثت امرأة في الليل فجئنا فوجدنا هذا الغلام عندها فنلناه بضرب وأوثقناه.

فقال له عمر: اصدقني!

فأخبره القصة وما قالت العجوز.

فقال له عمر: أتعرفها؟

قال: ما إن رأيتها.

فأرسل عمر إلى نساء جيرانها وعجائزها فجاء بهن فعرضهن عليه.

فجعل لا يعرف حتى مرت به العجوز، فقال: هذه يا أمير المؤمنين.

فرفع عمر عليها الدرة وقال: اصدقيني!

فقصت عليه كما قص الفتى فقال عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف.

“ذم الهوى” لابن الجوزي ص ٢٥٤.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.