قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:
(هذه حكاية… وحكاية أخرى لا أنساها أبدا… حدثت هذه الحكاية سنة ١٩٤٨ كنت في بلدنا دقادوس، وكان والدي قد أعطاني “ريال فضة” أخذته وأنا في طريقي للسفر إلى القاهرة…
ونزلت في محطة بنها لآخذ القطار إلى القاهرة.
وفي المحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد ” الريال الفضة ” ! وأحسست بالضيق … فلم يكن معي غيره ؛ ووقفت حزيناً ماذا أفعل ؟ .. كانت معي ” قفة ” بها زوادة الطعام .. ووضعتها إلى جانبي .. ووقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق بحثاً عن إنقاذ .. ولمحت رجلاً بعمامة حمراء وهو قادم من بعيد .. وقلت لنفسي .. لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني ! فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية .. طريقة سيدي أحمد البدوي .. وأنا من المحبين لسيدي أحمد البدوي وتاريخ سيدي أحمد البدوي .. تاريخ طويل ومجيد .. كنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته .. عندما يتطلع إلي ويرى حالي .. لكنه مر من أمامي ولم يلتفت لي .. وزاد من ضيقي وقلقي وحزني ..
و وجدتني أقول لنفسي : إيه يا سيدي أحمد ! أنا كنت باحسب إنك باعت لي نجدة !
و قبل أن أتمها لمحت على الأرض في وسط الطريق ” ريال فضة ” ! فأسرعت وأخذته وفرحت كثيراً .. واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة ..
ومرت الأيام ..وبعد سنتين سافرت للعمل في مكة المكرمة … وفي الأجازة وفي محطة بنها لمحت الرجل الأحمدي وتذكرت الريال الفضة … فأسرعت إليه وأخرجت عشرة جنيهات وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت … وفؤجئت به يبعد يدي عنه ويقول:
أنا عايز الريال الفضة بتاعي!
وانصرف واندهشت .. ويضحك الشيخ ويقول “ يخرب عقلك ..هو أنت بتاع الريال الفضة ) اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعراوي يبوح بأسراره الروحية صـ 173