قال ابن الجوزي رحمه الله:
فإن أردت اللذة والراحة؛ فعليك أيها العالم بعقر بيتك، وكن معتزلًا عن أهلك، يطب لك عيشك، واجعل للقاء الأهل وقتًا، فإذا عرفوه، تصنعوا للقائك، فكانت المعاشرة بذلك أجود.
وليكن لك مكان في بيتك تخلو فيه، وتحادث سطور كتبك، وتجري في حلبات فكرك! واحترس من لقاء الخلق، وخصوصًا العوام! واجتهد في كسب يعفك عن الطمع! فهذه نهاية لذة العالم في الدنيا.
وقد قيل لابن المبارك: ما لك لا تجالسنا؟ فقال: أنا أذهب فأجالس الصحابة والتابعين. وأشار بذلك إلى أنه ينظر في كتبه.
ومتى رزق العالم الغنى عن الناس والحلوة؛ فإن كان له فهم يجلب التصانيف، فقد تكاملت لذته، وإن رزق فهما يرتقي إلى معاملة الحق ومناجاته؛ فقد تعجل دخول الجنة قبل الممات.
صيد الخاطر